موضوع: *مقدمة وتاريخ صناعة الأدوية* الجمعة مايو 29, 2009 3:20 am
مقدمه عن الدواء ان التنمية هى حجر الاساس لتقدم الأمم. و هى الوسيلة الوحيدة بكل الابعاد الاقتصادية والاجتماعية و السياسية التى تؤدى لرفع مستوى الفرد والمجتمع فى شتى أنحاء العالم. وتمثل الصناعه موقفاً هاماً فى طريق التنمية حيث تقضى على البطاله وترفع مستوى الدخل وتحقق التوازن الاقتصادى المطلوب. وتعتبر صناعة الدواء من الصناعات الاستيراتيجية لما لها من اهمية فى توفير الدواء كسلعة ضرورية و اساسية لاستمرار الحياة. هذا وقد شهدت صناعة الدواء فى مصر تقدماً هائلاً على مدى العقود و السنوات السابقة لتواكب المتغيرات العالمية و التكنولوجية. وكانت التكنولوجيا على رأس الاوليات و ذلك لما لها من تأثير كبير على التقدم والازدهار حيث لحقت مصر بركب التطور التكنولوجى و ذلك فى عصر الانترنت وتكنولوجيا المعلومات لتنافس وبقوة كبرى الشركات العالمية سواء فى مصر او فى الاسواق العربية بل و العالمية. وتأتى المنافسة القوية مع اتفاقيات منظمة التجارة العالمية وهو ما قد يسمح بقدوم كيانات عالمية قادرة على التنافس مع الشركات المصرية. وتعتبر مصر اكبر منتج للدواء فى المنطقة العربية والافريقية بل وفى الشرق الاوسط. وتساهم الشركات العالمية العاملة فى مصر بما قيمته 65% من اجمالى قيمة سوق الدواء فى مصر وذلك من خلال الانتاج المباشر فى مصانعها بمصر (30%) او من خلال عقود تصنيع مع شركات قطاع الاعمال والقطاع الاستشمارى والخاص (35%). تاريخ صناعة الدواء تاريخ الدواء: يعتبر " تيرا سيجيلاتا " ومعناها الارض المعبأة هو اول مستحضر صيدلى مرخص فى التاريخ و هو عبارة عن قرص من الطين ظهر فى احدى جزر البحر المتوسط القديمة تسمى جزيرة ليمنوس عام 500 قبل الميلاد. هذا و قد بدأ الفراعنة يمارسون العلاج منذ 2900 قبل الميلاد ويعتبر ايمحوتب اول من مارس الطب والصيدلة فى مصر القديمة واعتبر إله الطب عند قدماء المصريين. كانت الادوية عند قدماء المصريين تسمى "Pakhret" تستعمل للشفاء من الامراض وكانت الادوية اما نباتية او حيوانية او معدنية وكثير منها يستخدم حتى الآن وكانت تستعمل من الظاهر والباطن كما هو الحال الآن. وفى بداية الستينات كان حجم الدواء لا يتجاوز عشرة ملايين من الجنيهات وكان حجم الانتاج المحلى حوالى نصف مليون جنيه. وهذا يعنى ان الدولة كانت تعتمد على الاستيراد لاكثر من 95% من الاحتياج كما كان نصيب الفرد حوالى اثنين وعشرون قرشاً وكانت تعادل حوالى نصف دولار امريكى فى ذلك الوقت. واخذ الاستهلاك المحلى يزداد عاماً بعد عام حتى وصل حجم الاستهلاك فى عام 2004 الى حوالى ستة مليار جنيه منها 93% انتاج محلى و بالتالى انكمش الاستيراد الى 7% فقط . كما ارتفع نصيب الفرد من نصف دولار عام 1960 الى اكثر من مائة دولار عام 2004 . و من هذه الحقائق نستطيع ان نؤكد ان صناعة الدواء هى صناعة استيراتيجية بكل المعانى. ان النجاح الكبير الذى حققته صناعة الدواء فى مصر قد قابله كثير من التحديات والمشكلات وخاصة من الشركات الاجنبية . كما كانت هناك صعوبات تواجه الشركات فى تدبير العملات الاجنبية فى فترة التسعينات لتوفير الاحتياجات من الاجهزة والمعدات والكيماويات والخامات والمواد الاولية ومدخلات صناعة الدواء. وكذلك ثبات اسعار الادوية على مدى سنوات طويلة رغم ارتفاع عناصر التكلفة مما تسبب فى تحقيق خسائر للشركات سواء على مستوى السوق المصرى او على مستوى التصدير نظراً لارتباط اسعار التصدير باسعار دولة المنشأ. ويعتمد انتاج الدواء على شركات قطاع الاعمال والشركات المساهمة والقطاع الخاص والمشترك. ان نجاح الشركات المنتجه ونموها واستمرارها فى اداء مهمتها يرتبط بتحقيق العائد المناسب لمواصلة البحث والتطوير ولمواجهة التكلفة المتصاعدة بجميع عناصرها وذلك بدعمها لمساعدتها على التنافس مع الشركات الاجنبية و خاصة فى الاسواق الخارجية. عدد شركات الدواء: فى عام 1960 كان عدد مصانع الادوية خمسة مصانع منها اثنين مصنع وطنى هما مصنع شركة مصر للمستحضرات الدوائية و مصنع شركة ممفيس وثلاث شركات عالمية هى شركة فايزر وشركة هوكست الشرقية (افينتس) وشركة سويس فارما (نوفارتس). هذا و قد وصل عدد المصانع فى عام 2005 الى حوالى سبعين مصنع منها حوالى62 شركة ومصنع وطنى و8 مصانع لشركات اجنبية عالمية. وتنتج هذه المصانع حوالى 4491 مستحضر دوائى باجمالى 7616 من الاشكال الصيدلية ( المصدر: IMS DATA 11,2005 ). ويعمل فى هذه المصانع بالاضافة الى الخدمات المرتبطه بالدواء اكثر من ربع مليون عامل وفنى وصيدلى وكيميائى ومدير. هذا وقد تطورت الصناعة الدوائية لتواكب المواصفات العالمية و اصبحت تنافس الدواء الاجنبى سواء الدواء الاوروبى او الامريكى و ذلك يعود الى مراكز الابحاث والتطوير سواء داخل شركات الادوية او مراكز الابحاث الكبيرة مثل المركز القومى للبحوث و الهيئة القومية للبحوث والتى يعمل بها نخبة من اساتذة الجامعات مما كان له الاثر الايجابى بالنسبة للشركات وذلك لكى يخرج الدواء المصرى للاسواق الخارجية. القيمة المضافة و نسبة المكون المحلى: و حيث ان صناعة الدواء المصرى تعتمد فى تركيباتها على كثيراً من المكونات التى تستورد من الخارج بالاضافة الى المكونات المحلية التى تختلف نسبتها من مستحضر دوائى الى مستحضر دوائى آخر و ذلك من خامات و كيماويات و مدخلات فى صناعة الدواء بالاضافة الى مواد مساعدة مثل مصانع الزجاج و العبوات الدوائية و مصانع البلاستيك و مصانع مستلزمات الانتاج و مصانع مواد التعبئة و التغليف و مصانع الورق و الكرتون ....... الخ لكى تخرج بالصورة المشرفة للدواء الذى نراه فى شكله النهائى و بالسعر المنافس. وتكوِّن نسبة المواد الخام المصنعة محليا من 15 الى 20% وهو وضع طبيعى يتماشى مع حجم السوق المصرى. الطاقات الانتاجية فى صناعة الدواء: و نظراً للثورة الكبيرة فى الصناعة الدوائية و اهتمام الحكومة فى صورة وزارة الصحة بدعم المنتج الدوائى المصرى وما تابعها من زيادة واضحة فى عدد الشركات والمصانع المنتجة و المصانع المسجلة و التى تحت التاسيس مما ادى الى تغطية نسبة الاستهلاك المحلى بحوالى 93% من الدواء المصرى و بفائض فى الانتاج تتراوح نسبته من 10 الى اكثر من 50% فى بعض الشركات و المصانع مع عدم استغلال بعض طاقات الاقسام كاملة فى عدد من المصانع و ذلك رغم معدلات النمو العالية فى استهلاك الدواء داخلياً مما يستلزم تشجيع التصدير و اعادة النظر فى السياسة التصديرية عن طريق دعم صناعة الدواء للتصدير و المنافسة فى الاسواق الخارجية المختلفة.
موضوع: *مقدمة وتاريخ صناعة الأدوية* 
الجمعة مايو 29, 2009 3:20 am
